من صيد الشبكة .. (كلب نازح وإنسان مشرد)

نشر (حامد عاشور) على صفحته على فيسبوك نصا يصور بعضا من مفارقات النزوح الفلسطيني يشرح فيه هول المعاناة والألم والجرائم التي تتسبب بها حرب الابادة الاسرائيلية والتي تدخل يومها 246 على التوالي.. وفيما يلي ننشر كامل نص عاشور كما ورد:
“
دخل هذا الكلب بيتي مع مجموعة من الناس الذين كانوا يهربون من القصف في الليل وأقاموا فيه حتى خروجهم في الصباح تاركين الكلب بلا اسم أو صاحب
كان يحفظ دخاليج البيت كأنه تربى هنا ،يهرب من غرفة النوم الى أرض الديار ومن الحديقة الخلفية الى سطح البيت متناغماً مع صوت الغارات في محيطنا ،يتموضع في المكان الأكثر أماناً قبل أن تفزعه القنابل
ظل صامداً معي ثلاثة أيام من لحظة الاجتياح ،تقاسمنا الخوف والنباح والشظايا واللحم المعلب
لا هو كلبي ولا أنا صاحبه لكننا نعيش معاً المصير نفسه
خرجنا نركض ونقفز برشاقة من بين القذائف ،لا نحمل شيئاً غير مفتاح لباب البيت المفتوح دائما ،حفاة القلب والعقل والأقدام
شيدنا عريشة من الخِرَق القديمة وبعض البوص وسعف النخيل ،نتناوب عليها مثل صديقين
أحدنا ينام ليحلم بالعودة والآخر يسهر ليحرس الحلم والطريق
لا هو كلبي لا أنا صاحبه
هكذا كان يتعلق الغرباء في بيتي ،فما بالكم أنا
“
حامد عاشور/رفح/قطاع غزة