فدا معقبا القرار الاستشاري لمحكمة العدل الدولية “خطوة متقدمة المطلوب رفدها بإجراءات عملية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي”
قال الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني “فدا” إن الرأي الاستشاري الذي أعلنته محكمة العدل الدولية خطوة متقدمة أخرى على طريق إحقاق الحقوق الفلسطينية، من جهة، وممارسة المزيد من الضغوط على (إسرائيل) للاقرار بهذه الحقوق والاستجابة لها، من جهة أخرى، لكن المطلوب الآن من المجتمع الدولي وعلى رأسه منظمة الأمم المتحدة اتخاذ التدابير اللازمة من أجل “إنهاء الوجود الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة” كما أكدت المحكمة نفسها في الخطاب الذي حمل رأيها ورفعته إلى الأمين العام للمنظمة الأممية.
وأضاف “فدا” أن القرار الأخير للكنيست الاسرائيلية برفض قيام دولة فلسطينية والمواقف الاسرائيلية التي أعقبت هذا الرأي الاستشاري المهم والمتقدم مثل القول إن الرد عليه يكون بـ “فرض السيادة الاسرائيلية الآن في الضفة الغربية” يؤكدان مجددا على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات عملية لدعم الشعب الفلسطيني وتمكينه من تجسيد حقه في إقامة دولته المستقلة وكاملة السيادة بعاصمتها القدس الشرقية على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة في عدوان الرابع من حزيران عام 1967 بعد انسحاب (إسرائيل) الكامل منها وتنفيذ القرار الأممي رقم 194 الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم.
إن التأكيدات المتواترة لعديد الدول حول التزامها بمبدأ حل الدولتين، كذلك مواقفها الرافضة للاستيطان ولمختلف أشكال الجرائم والانتهاكات الاسرائيلية الأخرى، هي تأكيدات ومواقف مهمة بلا شك لكنها غير كافية دون قرنها بإجراءات عملية ترد على سياسة الغطرسة والعنجهية التي تنتهجها (إسرائيل) وآخرها قرار الكنيست المشار إليه، فضلا عن ممارسة كل أشكال الضغوط على (تل أبيب) لاجبارها على الوقف الفوري والتام لحرب الابادة التي تواصلها على قطاع غزة ولوقف كل أشكال العدوان الأخرى التي تشنها على الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين!
وقال “فدا”: على الولايات المتحدة الأمريكية الكف عن دعمها غير المحدود لـ (إسرائيل) والتوقف عن شراكتها في حرب الابادة الاسرائيلية، كما عليها الكف عن الوقوف حجر عثرة أمام تنفيذ مطالب الاجماع الدولي الداعية إلى وقف فوري وتام لهذه الحرب، وإذا كانت واشنطن جادة فعلا في تنفيذ حل الدولتين عليها عدم تعطيل المساعي الفلسطينية لرفع مستوى تمثيل دولة فلسطين في الأمم المتحدة إلى مرتبة عضو كامل العضوية، بل قبل ذلك عيها الاعتراف بهذه الدولة وهو الأمر الذي يجب أن تتخذه كل دول الاتحاد الأوروبي!
عربيا، شدد “فدا” على ضرورة إنهاء كل الدول المطبعة اتفاقات التطبيع وقطع أية علاقات أخرى ومن أي مستوى مع الكيان والالتزام بقرارات الجامعة العربية التي تجرم التطبيع، كذلك عليها الالتزام بتقديم كل أشكال الدعم لشعبنا الفلسطيني ولنضاله والوفاء بالتزاماتها المالية تجاهه وتحويلها دون أية مساومة أو مماطلة أو تسويف، كما عليها استخدام إمكانياتها الاقتصادية الهائلة خصوصا النفط والغاز كورقة ضغط من أجل الزام دول العالم ومنظماته على اتخاذ مواقف عملية لنصرة شعبنا واستعادة حقوقه ومن أجل عزل (إسرائيل) ومعاقبتها.
أما فلسطينيا فشدد “فدا” على ضرورة توحيد وتصليب الموقف الفلسطيني باعتباره حجر الزاوية وطالب بعقد اجتماع عاجل للأمناء العامين لكل الفصائل، بما فيها حماس والجهاد الاسلامي، لوضع استراتيجية فلسطينية جديدة، سياسية وكفاحية، أساسها تنفيذ قرارات المجلسين المركزي والوطني القاضية بإنهاء كل أشكال العلاقة مع كيان الاحتلال والتحلل من أية اتفاقيات معه وفي مقدمتها وقف ما يسمى “التنسيق الأمني” واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات وقرارات أخرى لحماية حقوق ومصالح شعبنا وعلى رأسها استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام البغيض، وقال إن ذلك يعد مهمة عاجلة أخرى لا تقل أهمية عن المهمة العاجلة الأولى وهو ما يجب أن تعمل على انجازه لقاءات الحوار الوطني المقررة غدا الأحد في بكين.