حزب فدا

لأجل فلسطين..  75 عاما من المقاومة ضد الإبادة والتطهير العرقي

لأجل فلسطين..  75 عاما من المقاومة ضد الإبادة والتطهير العرقي

لـ د. كريمة الحفناوي عن شبكة طريق الحرير الإخبارية

بمناسبة مرور 75 عاما على النكبة، أقام اتحاد المحامين العرب ندوة في القاهرة تحت عنوان “لأجل فلسطين”، وذلك بحضور الأمين العام للاتحاد النقيب المكاوى بن عيسى، ورئيس “لجنة فلسطين ومقاومة التطبيع” باتحاد المحامين النقيب دكتور حسين شبانة وممثلون عن سفارة دولة فلسطين في القاهرة، والجامعة العربية، وأعضاء لجنة حقوق الإنسان والمغتربين، ولجنة الفصل العنصري بمنظمة التحرير الفلسطينية، ونقيب المحامين الفلسطينيين، وأعضاء لجنة فلسطين ومقاومة التطبيع، وأعضاء الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب، كما شارك في الندوة ممثلون عن الأحزاب المصرية والمؤسسات المعنية بحملة “لأجل فلسطين” التي أطلقتها منظمة التحرير الفلسطينية مع كل من جامعة الدول العربية واتحاد المحامين العرب.

أشاد السيد بن عيسى فى كلمته بكفاح الشعب الفلسطينى وأشار إلى رفع التوصيات التى ستخرج من الندوة إلى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الإثنين 15 مايو 2023، للاحتفاء بذكرى 75 عاما على قرار التقسيم 181 والذى لم ينفذ شقه الخاص بإقامة دولة فلسطين العربية حتى يومنا هذا.

تحدث فى ندوة “لأجل فلسطين” عدداً من المفكرين والكتاب والباحثين، الدكتور أحمد يوسف أحمد الذى قدم ورقة عن مستقبل “إسرائيل” بعد ثلاثة أرباع قرن من النكبة، كما تحدث الدكتور عبد العليم محمد مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام عن ممارسات الفصل العنصرى للحكومة الفاشية للكيان الصهيونى.

وتناولت الدكتورة هبة جمال الدين الحديث عن النكبة والمسألة اليهودية والحرب الروسية الأوكرانية وأشارت إلى النازيين الجدد فى أوكرانيا وعلى رأسهم ما يقوم به زيلينسكى، وأيضا الدور الذى تلعبه الحكومة الصهيونية المتطرفة فى دعم أوكرانيا ضد روسيا.

وأشار المستشار حسن عمر الخبير بالقانون الدولى، إلى دور الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة بصيغة “الاتحاد من أجل السلام” الدورة الطارئة الاستثنائية العاشرة، فى مساعدة الشعب الفلسطينى على تحقيق الاستقلال على ترابه الوطنى، وإنهاء الاستعمار الإسرائيلى الذى استمر 75 عاما.

ويهمنى أن استعرض فى السطور التالية مايحدث الآن على أرض فلسطين العربية بعد خمسة وسبعون عاما من مواجهة الشعب الفلسطينى البطل، للكيان الصهيونى المحتل العنصرى.
خمسة وسبعون عاما مابين العدالة الدولية الغائبة، والضمير العالمى الصامت، والدعم والمساندة من الدول الاستعمارية الرأسمالية الكبرى، وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، لهذا الكيان المجرم، والكيل بمكيالين تجاه المجازر والمذابح والانتهاكات، والاعتداءات اليومية لحكومة وجنود الاحتلال فى حق الشعب الفلسطينى، من مذبحة دير ياسين لمذبحة صابرا وشاتيلا لمذبحة جنين ومذابح قانا، للعدوان الوحشى المستمر على غزة وعلى مدن الضفة الغربية، واستمرارهجوم المستوطنين المتوحشين على أصحاب الأرض الفلسطينيين لقتلهم وتدمير بيوتهم وحرق ممتلكاتهم.

خمسة وسبعون عاما من محاولة تهويد القدس وتهويد المدن الفلسطينية والاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى.
تجىء ذكرى النكبة مواكبة للذكرى الأولى لاستشهاد صوت الحق الصحفية شيرين أبو عاقلة التى اغتالتها رصاصات العدو الغادر فى 11 مايو 2022.

تجىء الذكرى المشؤومة هذا العام وسط التصعيد غير المسبوق من الحكومة اليمينية المتطرفة تجاه الشعب الفلسطينى الأعزل، فمنذ بداية هذا العام وحتى كتابة هذا المقال وصل عددالشهداء إلى أكثر من140 شهيدا وشهيدة منهم ستة وعشرين طفلا وست سيدات، وهاهى دول العالم تشاهد وتتابع بصمت الضمير وعمى البصر وصم الأذن، ماحدث فى صباح التاسع من مايو من هجوم وحشى صهيونى على قطاع غزة نتج عنه سقوط 15 شهيدا وشهيدة ثلاثة من قادة المقاومة فى حركة الجهاد الإسلامى وستة أطفال و أربع سيدات، هذا بجانب عشرات المصابين الذين بينهم حالات حرجة، وذلك سط تصريح وزير الأمن القومى الصهيونى المتطرف بن غافير، بأن الغارات على قطاع غزة “بداية جيدة”، بل وهدد بن غافير بإسقاط حكومة نتانياهو إذا لم تتبن خطا يمينيا متطرفا.

وقبل هذه المجزرة استشهد الأسير خضر عدنان داخل سجون الاحتلال بعد خوضة بكل شجاعة وإصرار، معركة الإضراب عن الطعام لمدة 86 يوما، احتجاجا على الاعتقال الإدرى ( غير القانونى). لقد تم اغتياله جراء سياسة القتل المتعمد والبطش التى تتبعها إدارة سجون الاحتلال الفاشية بحق الأسرى.

لقد اقترب عدد الأسرى فى سجون الاحتلال من 5000 أسيراً منهم 41 سيدة و160 طفلا و600 معتقل إدارى.
إن الحكومة الصهيونية الحالية اليمينية المتطرفة تهدد على لسان وزير الأمن القومى الصهيونى إيتمار بن غافير بمزيد من المجازر والمذابح لمحو القرى الفلسطينية ومحو الشعب الفلسطينى، ويرتكب المستوطنون اليهود المتطرفون كل يوم اقتحاما لباحات المسجد الأقصى ويمارسون رقصات استفزازية بغرض إشعال حرب دينية وإقامة دولة يهودية خالصة.

وتهدف الحكومة اليمينة المتشددة إلى تصفية القضية الفلسطينية، عن طريق شرعنة البؤر الاستيطانية، وإنهاء وضعية الأراضى الفلسطينية كأراضى محتلة وضمها كجزء من أراضى “اسرائيل”.

وفى هذه الأيام يدعو الفلسطينيون لإحباط مخططات المستوطنين لتنفيذ أكبر اقتحام “مسيرة الأعلام” فى ذكرى يوم توحيد القدس فى الثامن عشر من مايو 2023، فى إعلان سافر لحرب دينية.

يرتكب الكيان جرائمه اليومية، وسط مساندة ودعم الولايات المتحدة الأمريكية ووسط هرولة عدد من الأنظمة العربية نحو التطبيع المجانى مع الكيان الصهيونى الذى ازداد توحشا بعد التطبيع.

وقبل أن أنهى مقالى يهمنى الإشارة إلى أهم توصيات ندوة “لأجل فلسطين” وهى:
التحرك لفضح جرائم هذا الكيان المجرم فى المحافل الدولية ومحاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية.
تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية للاتفاق على الأهداف والوسائل لمواجهة المحتل واستعادة الحق الفلسطينى حق التحرير والعودة، حق إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطينى وعاصمتها القدس الشريف.
توجه الجامعة العربية للمحافل الدولية للمطالبة بأن تكون دولة فلسطين عضوا فى الأمم المتحدة.

وإننى أضيف إلى ماسبق أنه آن الآوان لوقفة أمام العدو من الأنظمة العربية بوقف التطبيع وإغلاق سفارات العدو الغاشم، وعلى الشعوب العربية والشعوب الحرة فى كل أنحاء العالم الاستمرار فى مقاطعة العدو الصهيونى ومن يدعمه ويسانده اقتصاديا وسياسيا وثقافيا ورياضيا بما فى ذلك مقاطعة منتجات المستوطنات الصهيونية غير الشرعية.

وفى نهاية ندوة “لأجل فلسطين” تعهدت الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب، برفع التوصيات إلى الجمعية العامة لتفعيل قرار الأمم المتحدة الذى اعتبر الصهيونية توازى حركة الفصل العنصرى وذلك بما تمارسه من جرائم القتل وهدم البيوت والتهجير القسرى والتطهير العرقى.