كلمة حزبنا أمام اجتماع الأمناء العامين للفصائل في مدينة العلمين المصرية

كلمة الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا )

اجتماع القاهرة

الأخوات/ الإخوة.الرفيقات /الرفاق

تحية الوطن: 

 في هذا المقام نعبر عن شكرنا وتقديرنا العميق لجمهورية مصر العربية وقيادتها على استضافتها لإجراء الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة والتي عملت ومازالت تعمل من اجل تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني.

الرفيقات/الرفاق الأخوات / الإخوة.

إننا هنا  لنضع حدا لحالة الانقسام والتي تستنزف طاقات شعبنا وقيادته ً وفصائله وتغليب مصالح وأهداف شعبنا فوق كل اعتبار لصراعه الرئيسي مع الاحتلال الإسرائيلي.

أن ما نشهده اليوم من استمرار قوافل الشهداء من أبناء شعبنا جراء المجازر الوحشية التي تتكرر كل يوم على يد حكومة إسرائيلية فاشية عنصرية وقواتها العسكرية وقطعان المستوطنين المتعطشين جميعا للدماء الفلسطينية والتي استباحت كل شيء دون رادع. فما زالت ملحمة جنين البطولة ماثلة أمام أعيننا التي جسدت الوحدة الميدانية بين كافة القوى الفلسطينية والتفاف الحاضنة الشعبية حولها.

 إن مخطط الحكومة اليمنية الإسرائيلية الفاشية والعنصرية والقائم على خطة الحسم وبسط السيادة على أرضنا المحتلة لتصفية القضية الفلسطينية  بات يتطلب استعادة الشعب الفلسطيني وقواه وحدته الوطنية ليستطيع مواجهة هذا المشروع التصفوي  , إن دولة الاحتلال  لا تخضع لقانون وتمارس عملية القتل والإبادة بحق أبناء شعبنا من أطفال وشيوخ وشباب ونساء .

وأمام كل ذلك علينا كشعب وقيادة فلسطينية أن نستعيد المبادرة بإعادة التقييم لكل أوضاعنا وعلى مختلف الاصعدة وتصحيح المفاهيم  والنهج والبدء بتوحيد الصف واستعادة الشعب لدوره.

إن تجاوز الانقسام وإنهاءه إلى الأبد هو أهم الاستحقاقات التي تواجه الحركة الوطنية الفلسطينية، لان الانقسام أصبح عبئا على كاهل شعبنا، حيث تعمل القوى المعادية لشعبنا وفي مقدمتها سلطة الاحتلال الإسرائيلي لتحويله إلى  انفصال دائم بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

هذا الوضع يتطلب من الجميع المبادرة بالعمل الجدي على توحيد الصف واستعادة الوحدة الداخلية بشراكة حقيقية، وهذا لا يحتمل التأجيل بعد هذا الإمعان بالقتل والإجرام من قبل حكومة الاحتلال العنصرية والفاشية والمتوحشة .

إن هذا يتطلب:

أولا: تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على توحيد كل مؤسسات السلطة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية ،وتساهم بالتحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية قبل نهاية العام الحالي،باعتبارها استحقاق ديمقراطي ونحو إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة ديمقراطية تضمن التمثيل في مؤسساته ،وهي الباب الأساسي للخروج من الأزمة المستعصية وإنهاء الانقسام وضمان احترام الجميع لنتائجها،بكونها تمثل إرادة الشعب الذي هو مصدر السلطات جميعها،وتتبنى خطة وطنية لتعزيز صمود شعبنا على أرضه.

 ثانيا: ندعو إلى تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني من خلال إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني في مناطق اللجوء والشتات وحيث يتعذر إجرائها يتم التوافق على العضوية بين الفصائل الفلسطينية .والعمل من اجل ضمان مشاركة جميع الفصائل الفلسطينية والمنظمات الأهلية في المجلس الفلسطيني .ويتولى المجلس الوطني الجديد انتخاب مجلس مركزي جديد وكذلك لجنة تنفيذية جديدة ،ووضع إستراتيجية فلسطينية للنضال الوطني الفلسطيني  ومعالجة كل القضايا الداخلية.

ثالثا: العمل على تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني بوقف كل أشكال العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي باعتبار إن اتفاقيات أوسلو قد انتهت لان إسرائيل قد تنصلت من كل الالتزامات المترتبة عليها ،وسحب الاعتراف الفلسطيني بدولة إسرائيل ،ووقف التنسيق الأمني وباتفاق باريس الاقتصادي ،والعمل مع كل الدول الشقيقة والصديقة في الأمم المتحدة من اجل تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة لأنها لم تنفذ حتى الآن قراري الأمم المتحدة(181) و(194).

 رابعا: نحن هنا علينا أن نبدأ بعملية التنفيذ الفوري لكل اتفاقيات المصالحة الوطنية التي اتفق عليها في القاهرة والجزائر وفق إستراتيجية كفاحية وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة تؤسس لعملية النهوض بالمقاومة الشعبية حتى انجاز أهداف شعبنا الوطنية بالاستقلال والعودة .

 خامسا: تطوير دورنا السياسي والدبلوماسي من خلال سفاراتنا على الإسراع،بعمل المحكمة الجنائية الدولية ،وتقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين للمحاكمة ،ومواصلة العمل في الأمم المتحدة للاعتراف الكامل بدولة فلسطين ،وكذلك السعي لعقد الجمعية العامية” تحت بند” متحدون من اجل السلام “,لانتزاع قرار بالحماية الدولية لشعبنا من بطش حكومة الفاشية الإسرائيلية. 

الحضور الكريم :

إننا في الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) إذ ندين كل أشكال الاعتقال السياسي وكم الأفواه  وكبت حرية الرأي والتعبير.

 نؤكد على ضرورة وقف كل أشكال القمع والقهر في الضفة وغزة مما يعزز الثقة لدى أبناء شعبنا ويمهد الطريق أمام الحوار الوطني الذي نخوضه الآن الذي يشترك فيه الجميع كل ممثلين شعبنا وقواه الحية وكذلك الابتعاد عن كل أشكال التراشق الإعلامي الذي يعزز خطاب الكراهية والاتهام والتخوين.

الأخوات/ الإخوة .الرفيقات /الرفاق  

     . نحتاج إلى تجاوز أخطاء الماضي و إعادة الاعتبار لدور شعبنا في المهاجر ومخيمات اللجوء والشتات وأبناء شعبنا في مناطق 48 بما يتناسب مع دورهم وإمكانياتهم وكفاءاتهم وتضحياتهم الكبيرة التي قدموها وان يستعاد دورهم في النضال الوطني من خلال دورهم في فضح المجازر و الجرائم الإسرائيلية التي ترتكب كل يوم على امتداد الوطن وخاصة في القدس و جنين ونابلس التي يتم فيها استباحة الدم الفلسطيني في بازار المزايدات الإسرائيلية على إثبات من هو أكثر وحشية وإجرام في حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة.

 ختاما:ً

 نعاهد شعبنا في كل أماكن تواجده كما نعاهد الشهداء الذين عبدوا طريق النضال والثورة بدمائهم الطاهرة كما نؤكد وفاءنا لأسرانا وجرحانا على تضحياتهم العظيمة بالسير قدما في تحقيق أهدافه في العودة وتقرير المصير وقيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.