حزب فدا

ساندويشة الشيخ خضر عدنان

ساندويشة الشيخ خضر عدنان

قرأت نبأ استشهاد الشيخ خضر عدنان في الصباح الباكر على هاتفي، ثم غفوت مقهورا ونمت نوما متقطعا، وفي كل مرة كنت أستيقظ على حلم بطله هو، أغلبها أحلام مشوشة أذكر منها مشهدا واحدا متكررا كان الشيخ فيه يواصل سيره دائما، يمشي بمرح وهو يترنم طربا بغناء أو نشيد.

ولكن حلما قصيرا ما زال واضحا في ذهني: رأيت أني كنت مع الشيخ خضر عدنان جالسين في باص بشكل اعتيادي وكأننا معارف قدامى، أنا أجلس جهة الشباك.ثم فجأة كنا على رصيف عريض مبلّط، فعبرت أنا الشارع ذا المسربين والجزيرة الوسطية قاصدا منزلي المفترض على الناحية الأخرى، بينما واصل الشيخ سيره المرح على الرصيف، وقبل أن أبتعد كثيرا سمعت رجلا في سيارة توقفت بمحاذاته يقول للشيخ معاتبا: رجل مثلك بلحية مهيبة ويأكل في الشارع! فيجيبه الشيخ بمرح: يا رجل، إنها ساندويشة صغيرة فقط، مررت عن ذلك الرجل الطيب الذي يبيع الساندويشات اللذيذة واشتريتها. فاستغربت كيف لم يقل له إنه هو خضر عدنان، وهذا أول شيء يتناوله منذ ستة وثمانين يوما.

ثم سمعت سائق سيارة أخرى تتمهل محاذية له ويسأله سائقها الذي يبدو أنه من أصدقائه: كيف الأولاد؟ فقال: إنهم بخير. وصار يشرح له بسعادة عن طرائفهم، وخاصة الولد الكبير.

لكن صوته ابتعد وأنا صحوت بذهن مشوش لا أميز بين الواقع والحلم، حانقا من ذلك الرجل في الحلم الذي لام الشيخ على الأكل في الشارع، وودت لو أقابله في الحقيقة لأسأله: كم طنّا من اللحوم الحمراء والبيضاء، وكم طنّا من الحلويات والفواكه قد التهمنا، بينما كان الشيخ يواصل صيامه بالنيابة عنا جميعا.

لـ إبراهيم أبو هشهش عن صفحة الفيس خاصته